الجمعة، 12 أغسطس 2016

حياة القلوب بقلم شاعرة زكيَّة أبو شاويش

حياة القلوب


إنَّ الحياةَ مع الأحياءِ في نسقٍ ___ يقضي البديعُ لشأنٍ إذ يُقَدِرُهُ


هذا النِظامُ بأوقاتٍ تُحَدِّدُهُ ___ لا ينثني لحظةً عمَّن يصوِّرُهُ


ربٌّ قديرٌ جميلٌ في تفَرُّدِهِ___ هذا العطاءُ لهُ كونٌ يبرِّرُهُ


إنَ الحياةَ تُنادى كلَّما عبرت___ كالنَّهرِ يجري بماءٍ لا يُخَمِرُهُ

لا تجفُّ ينابيعُ الحياة كما___ أمواجِ بحرٍ.. فما زالت تُطهُِّرهُ 


إنّ الشَّواطىء فيها كُلُّ مُنحَدَرٍ___ صوبَ الحياةِ ليحيا أو يجرجرُهُ


إنَّ الحياةَ بأعماقٍ لها وطرٌ___ من ُكلِّ نوعٍ من الأحياءِ تشعُرُهُ


هذي الحدائقُ فيها كُلُّ من سلكوا___بينَ الغصونِ وفوقَ الزهرِ يَنْظُرُهُ


في قُدرةٍ لبديعِ الكونِ تجهلها___ حتَّى ترى عجباً ما كنت تُبصِرُهُ


هذا التّأَمُّلُ في الأحياءِ تقرَأُهُ ___ عينُ البصيرِ بقلبٍ إذ تنوِرُهُ


تخلو بنفسِكَ ساعاتٍ تُبَصِّرُها___ فالعقلُ من جهلِهِ يوماً تزوِّرُهُ


هذي المواسِمُ من خيراتِها نجلو___فضلَ الكريم بكونٍ إذ يُكَرِّرُهُ


حَرٌّوقَرٌّ لهُ الإنباتُ في زَمَنٍ ___ هذا العطاءُ لكلِّ الخلقِ ينثُرُهُ
 


إن كان إيمانُهم بالحقِ أوجحدوا___إكرامُ ربٍّ لهذا الكونِ يَعمُرُهُ


إذ لا يزيغُ عن المقدورِ أنمُلَةٍ___ أو رملةٍ بكثيبٍ باتَ ينشُرُهُ

هذي الفواكِهُ في بلدانِها ازدهرت___ما كان مُنتَقِلاً منها نُكَثِّرُهُ


إن عشت مع نعمةٍ للحقّ قد كثرت___أوكنتَ ممَّن لفضل اللهِ تدحرُهُ
 

إذ جاءَ يومٌ فلا يبقى لها أثرٌ___ قد خابَ ظَنُّكَ في المحسورِ تنصُرُهُ


لا ما يدومُ على حالٍ لنا سفرٌ___إذ في محطاتِ عُمرٍ قد نكدِّرُهُ

يا هل ترى سَبَرت أرواحُنَا زمناً ___قد عاد منهُ لها ما قد تُثمِّرُهُ



هذي الخلائقُ في أعماِرها اندملت ___كالجرح فيه صديدٌ قد يمرمرُهُ

لا بد من فتحِهِ يوماً فننظُرُهُ ___ إن سالَ كُلُّ خبيثٍ قد يُطَهّرُهُ

والعودُ أحمدُ للخلاَّقِ نحمدُهُ___ في كُلِّ حالٍ لنا خيرٌ نُسَوِّرُهُ

هذي حياةُ قلوبٍ لودرت أُمًمٌ ___ عاشت بخيرٍ وقلبٍ قد تُحَرِّرُهُِ

إذ بالصَّلاةِ على الهادي تُجَمِّلُهُ___والقلبُ من حمدِهِ المولى ينوِّرُهُ

صلَّى الألهُ على حِبٍّ لهُ تَبَعٌ___ما عاش إيمانهم في القلبِ يُزهِرُهُ
الثُّلاثاء 6 ذو القعدة 1437 ه


9 أُغسطس 2016 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق