خاطرة نثرية بعنوان:(ذباح الطفولة)
قذفني القدر من رحم الجنة إلى أحضان الأرض،رتعت على وهادها رسمت على
جبالها،قطنت كهوفها،عاشرت وحوشها و بقيت إنسانا،يربض على صدره الحنو و يجثم
على عقله الحب،عصامي أنا إذ بددت الظلام و مسحت بعقلي عتمة الليل فبلغت مبلغ
الرقي بمرور السنين و تعاقب الأزمان،حاربت العدوان من بني جنسي و شياطينهم و
بقيت إنسانا،دنست فؤادي بالخطايا و اكتهلت ذنوبي كأنها الزاد تحملني و أحملها و أجثو
بمحرابي و هيكلي لأتوب و بقيت إنسانا،تنخرني الأحزان و يحييني الابتسام و أكبو بعثرة
و أعاود جموحي و بقيت إنسانا،ها أنا اليوم أسلخ لبس الانسانية مني فلا قلبي ملئ حبا و
لا توبة أرتجيها كجاني فاستحلت أحارب الملائكة أقطعها بأنيابي كمثل الوحش ببريته قد
عشيت عن ماء البراءة بالوجوه فهدمت أسوار كل الشرائع و النواميس،قد حققت نظرية
داروين الحمقاء،فهنيئا لك يا ملحد العصور،قد صرنا نصفق لفوزك العظيم،ففعلا من
الإنسان ما أصله قرد أو أضل.
***بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق