أحزان القلب
غيابُ أحبةٍ قد طال حتى___رأينا بعدهم سبعاً شدادا
نقاومُ شوقَنا والهمُّ يُعمي___على قلب الحزينِ دحا رمادا
إلى كُلِِّ الجهاتِ نظرتُ يوماً___فلم أجد الَّذينَ مضوا فرادا
تحيَّرت القلوبُ كما عيونٍ___وقد غفلت عن الماضي انتقادا
فلم تعرف لأحبابٍ عيوباً___سوى بُعدٍ أضرَّ بها وبادا
وهل كانت عيوبُ الخلقِ إلا___بما تُلقي على القلبِ ارتدادا
بإغضابٍ وإرهابٍ وقتلٍ ___يُسيءُ إلى النُّفوسِ إذا تمادى
فإن تعرف طريقاً من طريقٍ___إلى الإصلاحِ قد تأبى عنادا
أدرنا دِفَّةَ الماضي وجُلْنَا___ ببستانِ القلوبِ لِمَن أعادا
فكانَ الشَّوكُ أنضجَ في حياةٍ___من الأزهارِإذ أضحت قتادا
يَكفُّ القلبُ عن شوقٍ لأهلٍ___فما رجفَ الفؤادُ لمن أشادا
لو الأحبابُ في نفقٍ لماتوا___وقد عرفت طيورُهمُ جهادا
أجِرْنِي يا إلهي من شُجونٍ___فكلُّ الخَلقِ مَا أرْضَواعِبَادَا
لكُلٍّ وجْهَةٌ تَحْلُو بِعَينٍ ___ وكُلٌّ شأنُهُ كان ازدِيَادَا
يُضَحِّي بالحياةِ لنا سَفيهٌ___ ويذبَحُ وَجدَهُ إن زاد قادا
فهل قَصُرَت حَياةٌ عَن مُرادٍ___أوانتكَسَت طبائعُ من أجادا
وهل فرَّ الحياءُ من الحيارى___فصادوا والحلالُ بدا جرادا
جهادُ النّفسِ أم جُهدُ الأماني___يُحطِّمُ من صَدَى عُمْرٍ أبادا
ألا يا مُنفقينَ العُمرَ إنَّأ___على سَطَرِ الحياةِ نَرَى حِدَادا
لإنكارِ النَّعيم فقد بسطنا___بأفكار الجهالةِ ما تمادى
بعيدٌ عن إلهٍ صارَ قبراً___يسيرُمع الهوانِ متى أرادا
ويسبِقُ غيرَهُ للهمِّ دوماً___بصدرٍ ضائقٍ كالَ احتدادا
ألا إنَّ التفاهةَ في جيوبٍ___إذا فرغت من العقلِ انقيادا
تُزَيِّنُ كُلَّ مكروهٍ وتنسى___مبادىءَ لِلحَليمِ هَدَت عِبَادا
إلى الخيراتِ نَصْبُو دونَ فَهمٍ___لِحِكمَةِ بارىءٍ أحْيَا بِلَادا
الا فاصحوا من الَغَفلاتِ حتَّى___نقدِّرُ ما يكونُ إذا اشتدادا
وفكِّرفي الخُطى إنْ سِرْتَ يوماً___لأهرامٍ تَرومُ بِها السُّهادا
تدورُ عليكَ أصنافُ اللَّيالي ___ وقد تحتارُ من أيٍّ تُهادى
وتعلو بالمقامِ جهودُ عزمٍ___ يَفِرُّ مِنَ المَهَانةِ مَنْ تَفَادَى
وتعنو للعقولِ كبارُ صخرٍ___ وما حالتْ مَوانِعُ مَنْ تَقَاضَى
فصلَّى للإلهِ على وضوءٍ___ بُعيدَ غروبِ شمسٍ ما أعادا
إلى فجر الأماني بات حقٌّ___ يردِّدهُ دعاءٌ إذ ُينادى
بإخلاصٍ لكلِّ الخلقِ صفحٌ___يُنقِّي القلبَ لا يبدو جمادا
عيونٌ دامعاتٌ في شروقٍ ___ نسيمُ الصُّبحِ بالإيمانِ عادا
ألا هبُّوا لأرزاقٍ دحاها ___إلهُ الكونِ لم يترك حصادا
وصلُّوا كالّذي صلَّى عليهِ___ كريمٌ بالعطاءِ دنا فزادا
نصلِّي دائماً من غيرعدٍّ___على خير البريَّةِ قد افادا
الأربعاء 22 شوال 1437 ه
27 يوليو 2016 م
زكيّة أبو شاويش _أُم إسلام
غيابُ أحبةٍ قد طال حتى___رأينا بعدهم سبعاً شدادا
نقاومُ شوقَنا والهمُّ يُعمي___على قلب الحزينِ دحا رمادا
إلى كُلِِّ الجهاتِ نظرتُ يوماً___فلم أجد الَّذينَ مضوا فرادا
تحيَّرت القلوبُ كما عيونٍ___وقد غفلت عن الماضي انتقادا
فلم تعرف لأحبابٍ عيوباً___سوى بُعدٍ أضرَّ بها وبادا
وهل كانت عيوبُ الخلقِ إلا___بما تُلقي على القلبِ ارتدادا
بإغضابٍ وإرهابٍ وقتلٍ ___يُسيءُ إلى النُّفوسِ إذا تمادى
فإن تعرف طريقاً من طريقٍ___إلى الإصلاحِ قد تأبى عنادا
أدرنا دِفَّةَ الماضي وجُلْنَا___ ببستانِ القلوبِ لِمَن أعادا
فكانَ الشَّوكُ أنضجَ في حياةٍ___من الأزهارِإذ أضحت قتادا
يَكفُّ القلبُ عن شوقٍ لأهلٍ___فما رجفَ الفؤادُ لمن أشادا
لو الأحبابُ في نفقٍ لماتوا___وقد عرفت طيورُهمُ جهادا
أجِرْنِي يا إلهي من شُجونٍ___فكلُّ الخَلقِ مَا أرْضَواعِبَادَا
لكُلٍّ وجْهَةٌ تَحْلُو بِعَينٍ ___ وكُلٌّ شأنُهُ كان ازدِيَادَا
يُضَحِّي بالحياةِ لنا سَفيهٌ___ ويذبَحُ وَجدَهُ إن زاد قادا
فهل قَصُرَت حَياةٌ عَن مُرادٍ___أوانتكَسَت طبائعُ من أجادا
وهل فرَّ الحياءُ من الحيارى___فصادوا والحلالُ بدا جرادا
جهادُ النّفسِ أم جُهدُ الأماني___يُحطِّمُ من صَدَى عُمْرٍ أبادا
ألا يا مُنفقينَ العُمرَ إنَّأ___على سَطَرِ الحياةِ نَرَى حِدَادا
لإنكارِ النَّعيم فقد بسطنا___بأفكار الجهالةِ ما تمادى
بعيدٌ عن إلهٍ صارَ قبراً___يسيرُمع الهوانِ متى أرادا
ويسبِقُ غيرَهُ للهمِّ دوماً___بصدرٍ ضائقٍ كالَ احتدادا
ألا إنَّ التفاهةَ في جيوبٍ___إذا فرغت من العقلِ انقيادا
تُزَيِّنُ كُلَّ مكروهٍ وتنسى___مبادىءَ لِلحَليمِ هَدَت عِبَادا
إلى الخيراتِ نَصْبُو دونَ فَهمٍ___لِحِكمَةِ بارىءٍ أحْيَا بِلَادا
الا فاصحوا من الَغَفلاتِ حتَّى___نقدِّرُ ما يكونُ إذا اشتدادا
وفكِّرفي الخُطى إنْ سِرْتَ يوماً___لأهرامٍ تَرومُ بِها السُّهادا
تدورُ عليكَ أصنافُ اللَّيالي ___ وقد تحتارُ من أيٍّ تُهادى
وتعلو بالمقامِ جهودُ عزمٍ___ يَفِرُّ مِنَ المَهَانةِ مَنْ تَفَادَى
وتعنو للعقولِ كبارُ صخرٍ___ وما حالتْ مَوانِعُ مَنْ تَقَاضَى
فصلَّى للإلهِ على وضوءٍ___ بُعيدَ غروبِ شمسٍ ما أعادا
إلى فجر الأماني بات حقٌّ___ يردِّدهُ دعاءٌ إذ ُينادى
بإخلاصٍ لكلِّ الخلقِ صفحٌ___يُنقِّي القلبَ لا يبدو جمادا
عيونٌ دامعاتٌ في شروقٍ ___ نسيمُ الصُّبحِ بالإيمانِ عادا
ألا هبُّوا لأرزاقٍ دحاها ___إلهُ الكونِ لم يترك حصادا
وصلُّوا كالّذي صلَّى عليهِ___ كريمٌ بالعطاءِ دنا فزادا
نصلِّي دائماً من غيرعدٍّ___على خير البريَّةِ قد افادا
الأربعاء 22 شوال 1437 ه
27 يوليو 2016 م
زكيّة أبو شاويش _أُم إسلام
قمة البلاغه سيدتي
ردحذف