الاثنين، 22 أغسطس 2016

تائبٌ بقلم الشاعر أحمد عبدالرزاق عموري

تائبٌ 
عن مفردات الجاهليّة 
مهداة للصديق القاص أحمد جميل الحسن ..محبتي 
طاعنٌ حزني على خيْلِ الحروبِ
والصّدى المولود من ذاتي تصابى...
ناثراً قلبي كأوراق الخريفِ
كلّنا للدودِ نبقى بين طيّاتِ القبورِ
ربّما ظلّي وريث النّار في وقْتِ النّشورِ
تهْمتي قَوْلي أمامَ الخلْقِ أنـّاتِ الشّعورِ
لا أرى غيري مرايا بالمراثي
مكرماتُ الحقِّ تاجُ المستحيْلِ
صفدٌ صفصافةٌ في ثغرها طيرُ الصّدورِ
تستعرُّ ابن الخيام الآن صوتاً كالخليلِ
لم تزلْ حاكورةُ الزّيتونِ والرّمّــانِ روحي..
عيّناتُ النّبضِ لم تتركْ وريدي
لم أزلْ أبني حرائي بالدعاءِ...
مثلما صوفيّ في رحم الليالي
دمْعتي سحْليّةٌ تسبي أخاديدَ الخدودِ
لي نذورٌ تستفزُّ النّايَ كي يحْيا بأكمامِ الضّياء 
فوقَ أفواه العصافير الّتي ترمي الحدودَ
مقْصدي تدْليْل أنْثى المعْجزاتِ
ما لدى ثلّاجةُ الموتى رحابٌ للحياةِ
عندنا مثقالُ منفى بعد تقويم الغباءِ
أكْملي دنياي في دوّامةَ الحظِّ الّذي يهوى التلاشي
بيْننا سهْمُ المنافي..
يقتفي كثبانَ بوحي في قراءاتِ الرّواةِ
لستُ زنديقاً تباهى في قصور الكفْرِ أو شتْمِ الإله
لمْ أبعْ روحي لأضغاثٍ ستأتي
كلُّ بوحٍ هدهدٌ يمسي لديَّ
يخبرُ الطّينَ العنيد السّرَّ منْ قلبِ الجوابِ
أنْجمي عندَ الوصايا العشر ترسو
لي نذورٌ أقتفي من غصْنها خضْرَ الكيانِ
لي صلاةٌ وسط قرآنٍ مداها ... كي أعودَ
تائباً من مفردات الجاهليّةْ
نازحٌ أبْقى بلا نعْمى الدّيارِ
خيْمتي تجْري أمامي....حافياً أخْطو على شوكِ المسارِ
جلّنارُ الآه أعياني طويلاً ...لفّني خلف المدار
منزلي ظلُّ الفقيرِ....لقمتي نارُ السّعيرِ
مضْغتي همْسُ الأثيرِ.... دمْعتي طفلي الصغير
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عبدالرزاق عموري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق