الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

قبائل المنفيون عمر حسن الخيام




قبائل المنفيون عن 
عرائش العنب يقطرون الدموع ويسكرون
عبثيون
يقفون حفاة عراة تحت الظل الخشبي
 
كانو يختفون تحت الاقحوان خجلا من النار
يفقدون لذتهم بالاشياء المتراكمه يعرفون الاحماض 
الامينية التي 
اودت بهم الى المنفى 
لا 
يسكرون من ضيق الوقت 
ولايصرخون في اسفل الكرم القديم على عائشة
لتقدم لهم الميتة والدم ولحم الخنزير
لحمهم قديد ينوء بالقزيز
ووجوههم قرميدية الملامح من المكوث
 
تحت الرطوبة تحت الشمس
وعظام هشة
كما طبقات الحلوة الدمشقية في العيد هشة المذاق
في ايلول يتساقطون
 
وتبقى امهات الكتب تستذكرهم و تحفظ اسرارهم في المنفى
كما لو انهم اوارق الخريف يتبعثرون ينتشرون
 
يبعثون رائحتم تحت التراب
الى الخلد
ليبحث لهم عن نفق يعبرون منه بعيون
 
عمياء 
تاهت الانفاق بهم خارت القوى من 
حفر المستحيل 
عجز الطريق عن الوصول اليهم 
بقي اغلب 
الاعوام يبحث عن شاخصة الدلالة 
وبقيت اعنابهم بلا ماء 
من يروي تلك العرائش بعد اليوم من يروي تلك القصص 
التي دارت في ظلام النفق
من يروي تلك القلوب العطشى للحب
جاء
 
ايلول باردأ هذا العام 
حامل منهم عقم الامل حامل في سن متأخرة 
ابن الموت 
حامل ابن اليأس وابن الياس النبي
وجبران الخمار
اين المولد في ارض لا تحمل عنب لاتعرف الذهب الاسود
 
ولا تعرف كيف ترضع الكلبة الجراء 
الجدد
ايها المنفيون
 
في سفر الخلاص 
افتحو نافذة اخرى على كتاب اخر ودين اخر
افتحوا فرجار اخر وحددوا رائحتكم
 
وفرسخ اخر للمسافة 
بين الوعي والجوع 
تسقط الحرية
ايها المسافرون طويت الارض واختصر الدهر
 
وتوقف 
الخوف 
في المنفى عادة نشلح الوجوه 
ونرتدي 
جلود اخرى 
اغلبنا حفاة واغلبنا عراة 
واغلبنا 
تين عاق نهشته العصافير فلا اوراق تستر فتحة الشرج السكري 
اغلبنا توت تساقط من الهز
اغلبنا
 
نضج قبل موسم 
الجنى 
عمر الخيام الدمشقي 
استنبول المنفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق